|


أحمد الحامد⁩
برامج الذكاء الاصطناعي
2024-04-29
أشاهد أعمال الذكاء الاصطناعي في كل مكان، في اليوتيوب، ومقاطع الفيديو في السوشال ميديا، أسمع أصواتًا صناعية في البرامج المرئية والمسموعة بدلًا من المذيعين البشريين، ومع أنها أصوات مليئة بالأخطاء اللغوية، إلا أن هذه الأخطاء قد تكون حالة مؤقتة، وسيتم حلها في المستقبل، أو أنها ستستمر ونعتاد عليها نحن الجمهور.
أصوات الذكاء الاصطناعي جافة، ولا تشعر بالراحة عند الاستماع لها، لا يوجد فيها إحساس بالنص المكتوب، ولا وقفات للتنفس، لكن عالم الصناعة المتسارع لا يتوقف عند هذه التفاصيل، فهي لا تعني الجميع، والأعمال الفنية لا تصبح فنية بمجرد دخولها عالم الصناعة التجاري، تصبح سلعة، ولكي تنجح السلعة يجب أن تكون تكلفتها قليلة، حتى يكون ثمنها مناسبًا للزبائن.
اليوم صار عند صنّاع البرامج المرئية والمسموعة عبر الذكاء الاصطناعي عشرات الأصوات المجانية، وعشرات التطبيقات التي تكتب له النصوص للبرامج أو المحتوى، كما أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بعمل المونتاج والإخراج، أي أن صانع المحتوى لا يحتاج أكثر من إعطاء التعليمات لكي يحصل على ما يريد. هذا يعني أن البشريين من معلق صوتي وفني المونتاج والمخرج والمصور وصنّاع أجهزة التصوير والمونتاج والجرافيكس خرجوا من المعادلة!.
قد يتبادر للذهن أن عمل الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفنية لا يلبي كافة الشروط الفنية العالية، خصوصًا تلك التي تلمس المشاعر الإنسانية، وهذا إلى الآن صحيح، لكن عالم التجارة لا يلتفت إلى هذا الشأن.
في الماضي كانت ساعات اليد تُصنع بجودة عالية لأنها تصنع يدويًا، وهذا يفسر وجود الساعات التي صنعت منذ خمسين أو مئة عام ومازالت تعمل، لكن التجار عندما أتاحت لهم الآلة صناعة الساعات آليًا اغتنموا الفرصة، وقدموا ساعات ذات جودة رديئة، لكنهم حققوا أرباحًا عالية، لأن أسعار الساعات التي تصنعها الآلة في متناول الجميع. حال الساعات التي تصنع يدويًا اليوم أصبح نخبويًا، ولا أعرف نسبتها مقابل الساعات التي تصنع آليًا، لكن ساعة الآلة أغرقت السوق منذ زمن طويل، ولا أدري إن كانت صناعة البرامج مع الذكاء الاصطناعي ستكرر نفس ما حصل للساعة. العالم يتغير مع الذكاء الاصطناعي، وسيجلب التغيير الكثير من التطور، لكن التاريخ يقول إن التغيير دائمًا يكون على حساب شيء آخر.
مثل ياباني: إذا كان للمشكلة حل فلا داعي للقلق بشأنها، وإذا لم يكن لها حل فلا فائدة من القلق بشأنها.